أساليب مقترحة للحد من انتشار ظاهرة الزواج المبكر

أساليب مقترحة للحد من انتشار ظاهرة الزواج المبكر

من الطبيعي بعد انتشار ظاهرة زواج القاصرات داخل مجتمعنا, و تفشيها بشكل
واضح و صريح, و خطير على أفراد المجتمع في الوقت ذاته, أن تُبذل الجهود و
توطد للقضاء على هذه الظاهرة بالغة الأهمية, أو على الأقل للعمل على الحد
منها و من تزايدها بين الفتيات القاصرات. لذا سنجد انتشار الحملات الدعائية
المناهضة لحوادث الزواج المبكر, و ظهور الحقوقيون في الحملات المعارضة
لزواج القاصرات, و التي تطالب دائماً بالحفاظ على الفتيات من مخاطر الزواج
المبكر, و عدم حرمانهن و منعهن من ممارسة حياتهن الخاصة بالشكل الطبيعي
بالنسبة للأطفال, فلا تحرم من اللعب, و حقها في التعليم, و تكون شخصيتها
على النحو السليم, دون التعجيل بمرحلة قبل نهاية المرحلة التي تسبقها.
و يمكننا الحد من انتشارة ظاهرة الزواج المبكر للقاصرات من خلال إتباع بعض الأساليب كالتالي:
سن القوانين:
يمكن مواجهة ارتفاع نسب الزواج المبكر عن طريق سن القوانين, التي تجرم في
نصوصها و مضمونها زواج القاصرات. و بالرغم من وجود مثل هذه القوانين في بعض
الدول, إلا أنها غير مفعلة بالشكل السليم, الذي يساعد في الحد من هذه
الظاهرة بمعاقبة المقبلين عليها, و المتسببين في حدوثها. لذا يجب توجيه
الأنظار بشكل أكبر تجاه هذه القوانين , و العمل على تعديلها حتى تمثل الحل
الرادع أمام كل من يفكر في مجرد التهاون بهذه القوانين, و يعرض بناته
للزواج المبكر.
الحملات التوعوية:
كما أنه يمكن أيضاً لوسائل الإعلام و الصحف أن تلعب دورها المميز, في
مكافحة انتشار حالات الزواج المبكر. و من الممكن أن يحدث ذلك من خلال تصميم
الحملات الدعائية و الإعلانات المرئية و المسموعة. و توعية الأهالي بمخاطر
الزواج المبكر النفسية و الفسيولوجية على صحة الفتيات الصغيرات, و ضرورة
المحافظة عليهن من هذه المخاطر و عدم تعرضهم للزواج المبكر. و يمكن أيضاً
أن تحدث التوعية من خلال المقالات المقروءة في الصحف, و المجلات. حيث يمكن
أن تتضمن هذه المقالات في محتواها على بعض القصص و الحكايات الحقيقية عن
فتيات أخريات, تعرضن للزواج المبكر, فقصصهن بمثابة المانع الأكبر الذي يحول
بين الفتيات الأخريات و بين تزويجهن مبكراً.
انتشار التعليم:
و نظراً لأن حرمان الفتاة من حقها في التعليم, و ممارسة حياتها بشكل طبيعي,
أحد مخاطر الزواج المبكر للقاصرات, و الذي يساهم في إرتفاع نسب الأمية و
الجهل بين مجتمع الفتيات الصغيرات. يتوجب علينا الآن إعطاء التعليم
الأولوية و الأحقية كطريقة مضمونة لمناهضة و مكافحة انتشار ظاهرة الزواج
المبكر. فبإعطاء الفتاة حقها في التعليم, سيكون لها شخصيتها المستقلة, و
ستتمكن من تحقيق كل أحلامها و أمانيها, و أيضاً ستتسع مداركها, و ستصبح
مؤهلة لأن تكون زوجة و أم, و لكن فقط بعدما تصبح بالغة و راشدة. لذا يتوجب
وضع قوانين تحتم على المجتمع ضرورة تعليم الفتيات, و معاقبة كل من يخالف
تلك القوانين. كما يجب العمل على إنشاء عدد من المؤسسات التعليمية في القرى
و الضواحي فقيرة الخدمات, و التي تبعد عن المدن, لتقديم كافة أنواع الدعم
للفتاة, و لحماية طفولتها من خطر الزواج المبكر.
القوافل العلمية و الطبية:
يمكن أيضاً أن تساهم القوافل الطبية و العلمية التي تجوب البلاد بمدنها و
قراها, في مجابهة هذه الظاهرة و العمل على الحد من توغلها بصورة أكبر داخل
المجتمع. حيث يمكن لمثل هذه القوافل تقديم الوعي و المعرفة الصحية و الطبية
حول ما يسببه زواج القاصرات المبكر من أخطار على الصحة النفسية و البدنية
للفتيات. فقد يكون هذا سبباً في إقناع الأهالي المؤيدة لفكرة الزواج
المبكر, بأن ما يفعلونه مع فتياتهم ليس سوى محاولة منهم للقضاء عليهن.
تحسين الأوضاع الإجتماعية:
و لأن الفقر و الإحتياج المادي للأهالي يعد سبباً هاماً من الأسباب, التي
تلعب دوراً رئيسياً في وجود ظاهرة الزواج المبكر, يجب على المسؤولين النظر
في مثل هذه القضايا, للربط بينها و بين الوضع الإجتماعي و المادي لهؤلاء
الأفراد من الأهالي, حتى لا يكون هناك دافعاً لهم يتخفون وراءه, عندما
يضحون ببناتهم بتزويجهن و هن قاصرات, مقابل ما يحصلون عليه من أمهارهن.
تعد الأساليب السابقة بعض المقترحات التي يمكننا من خلالها القضاء على
الزواج المبكر للقاصرات, و الحد من انتشاره, و حماية الفتيات الصغيرات, و
كفالة حقوقهن في الحياة, و في ممارستهن لطفولتهن دون أي خوف من المستقبل, و
دون أي تهديد لسعادتهن, حيث يجب على كل فرد أن يعي لكل مرحلة يعيشها, و
لكل مرحلة مقبل عليها, و ألا يتعجل ببلوغ أي مرحلة دون أخرى. فلكل مرحلة
مميزاتها و خبراتها التي يجب أن نعيشها كما هي دون تدخل من الآخرين
لإفسادها علينا, حيث أن الزواج المبكر بمثابة إفساد بفعل الأهل لمرحلة
الطفولة, تلك المرحلة التي يجب على كل فتاة صغيرة أن تستمتع بها, و تعيشها
كما يجب أن يكون.