الأضرار الناجمة عن الزواج المبكر داخل المجتمع

الأضرار الناجمة عن الزواج المبكر داخل المجتمع

تعد قضية زواج القاصرات أو الزواج المبكر احدى أهم القضايا في عصرنا
الحالي, لما تسببه من تأثير سلبي بالغ على مستقبل القاصرات خاصةً و مجتمعهن
عامةً. و كما للزواج المبكر أسباب تعمل على انتشاره و تغوله داخل
مجتمعاتنا بهذه النسب العالية, للأسف له أيضاً أضراره الخطيرة على المجتمع
بداية من الضحايا من القاصرات, مروراً بغيرهن من الفتيات ,وصولاً إلى أبناء
الضحايا أنفسهن. فالزواج المبكر مرض و وباء إجتماعي خطير ما ان يصيب أحد
المجتمعات حتى يؤثر سلباً عليه و على أفراده سواء من الفتيات أو حتى
أهاليهن.
و يعد من أهم هذه الأضرار و النتائج السلبية للزواج المكبر ما يلي:-
تشوه القاصر:
ما إن يتم حرمان الفتاة القاصر من حياتها الطفولية, و ألعابها الصغيرة, و
أحلامها البسيطة, من أجل الزواج, حتى تصبح إمرأة صغيرة مشوهة نفسياً و
إجتماعياً. فعندما تصبح الفتاة الصغيرة زوجة بشكل مفاجئ, نتيجة لزواجها
المبكر. تضطرب مشاعرها و انفعلاتها, فتحتار بين كونها طفلة أم زوجة, يقع
على عاتقها الكثير و الكثير من الواجبات و المسؤوليات الزوجية و
الإجتماعية. فتضيع ملامح حالتها النفسية بين ما كانت عليه و ما وصلت إليه.
بالإضافة إلى تشوهها الإجتماعي, لأنها بزواجها المبكر تصبح إمرأة كبيرة في
جسد طفلة, لا تقوى على الإلتزام بمسؤوليتها الإجتماعية كزوجة ناضجة,
بالإضافة إلى أن علاقاتها بغيرها ستأخذ محوراً آخر مختلفاً تماماً, فقد
كانت هي بالأمس فتاة صغيرة تلعب مع صديقاتها من هن في مثل عمرها, و لكنها
أصبحت اليوم إمراة متزوجة و مفروض عليها أن تتعامل مع من هم أكبر منها سناً
بطريقة عقلانية أكبر من مستواها العقلي, فقط لأنها أصبحت متزوجة.
إرتفاع نسب العنف الأسري:
كثيراً ما يحدث العنف الأسري و إهانة الرجل الجسدية لزوجته, نتيجة
لإختلافهم في الرأي و همجية الرجل و إفتقاده لسبل التحاور و التفاهم, هذه
بعض أسباب العنف الأسري بين الزوجين الطبيعيين. فما بالك لو كانت الزوجة
فتاة قاصر لم تبلغ رشدها العقلي بعد, و من الطبيعي ألا تلام على صغر سنها و
على ما فرض عليها من مسؤوليات, لا تستطيع هي إدارتها و القيام بها. و لكن
لن يكون هذا طبيعياً بالنسبة لرجل قبل على نفسه أن يكون زوج لقاصر لم تنضج
فكرياً و عقلياً بعد. فتزداد نسب العنف الأسري و الإهانة الزوجية التي
تتعرض لها القاصرات من ضحايا الزواج المبكر.
انتشار الجهل و الأمية:
إحدى العواقب الخطيرة للزواج المبكر هي حرمان الفتاة القاصر من التعليم,
فيري البعض أن التعليم ليس له دور فعال في حياة الفتاة كالزواج, ليؤدي ذلك
في النهاية إلى عدم إتاحة فرصة التعليم أو حتى التعلم للفتاة, فتغلق جميع
الأبواب في وجهها عدا باب الزواج, هو الوحيد الذي يفتح على مصراعيه أمامها.
و بحرمان الفتاة من التعليم تنتشر بمرور الوقت نسبة الأمية و الجهل, و
كثيراً ما ترتفع هذه النسب في القرى و الأماكن النائية عن المدن الواسعة.
ارتفاع نسب الطلاق:
قد يحدث الطلاق في حالات الزواج المبكر, بل و تزداد نسبته. عندما يكتشف
الزوج عدم ملائمة زوجته القاصر له, لأنها ما زالت طفلة صغيرة, و غير مؤهلة
نفسياً أو إجتماعياً أو حتى ثقافياً لتكون زوجة و أم. فيحاول تصحيح هذا
الخطأ بخطأ أكبر, عندما ينفصل عن هذه الطفلة البريئة, ليتركها مشتتة من
جديد, و قد يحدث أحياناً أن يقع الطلاق بعد إنجابه من الفتاة لعدة أطفال
آخرين, فيصيبهم نفس المصير الذي يصيب أمهم الصغيرة, حتى لا تجد الفتاة بداً
من العودة إلى أهلها من جديد طفلة صغيرة بصحبة أطفال أصغر.
سوء تربية الأطفال:
من الطبيعي أن تكون الأم التي في عمر القاصر غير مؤهلة لتربية الأطفال
الصغار. فكيف لطفلة أن تربي طفل آخر؟! و من هنا تلجأ الفتاة لتطبيق نظريات و
أفكار للتربية موروثة من الأعراف أو مجربة من قبل أمهات آخرين, و التي قد
تصيب أو قد تخيب. و نظراً لجهلها بهذه الأمور و عدم درايتها الكافية , يصبح
أطفالها مجالاً للتجربة و البحث عن طريقة مناسبة لتربيتهم, حتى و ان كانت
خاطئة. و لا شك في أنه من المحتمل أن تعرض هذه الفتاة بناتها فيما بعد
للزواج المبكر , مثلما فعل معها أهلها, إعتقاداً منها بأن ذلك هو الصحيح.
إرتفاع نسب الإنجاب:
و نتيجة لعدم تأهيل الزوجين و بالأخص الفتاة, سيكونان أكثر عرضة من غيرهم,
لعدم تحديد النسل و الإنجاب بشكل أكثر من غيرهما دون وعي و إدراك. فسيصبح
كل همهما هو الإنجاب و ليس كيف يعملان على تنشئة أطفالهما تنشئة صحيحة. حيث
تلعب أيضاً الأعراف دورها في حدوث ذلك, كالإعتقاد بأن كثرة الأطفال من
الأمور المرغوبة في الزواج. فتكثر أعداد ضحايا الزواج المبكر.
هذه بعض العواقب الخطيرة الناجمة عن حدوث الزواج المبكر و انتشاره, و
التي يجب الإلتفات إليها, و أخذها بعين الإعتبار, للمحافظة على المجتمع مما
انتشر به من وباء خطير يسمى الزواج المبكر للقاصرات.