كيف يمكن مقاومة العنف الأسري داخل المجتمع؟

كيف يمكن مقاومة العنف الأسري داخل المجتمع؟

انتشرت ظاهرة العنف الأسري
الواقع على المرأة و الممارس ضدها بنسبة كبيرة في الآونة الأخيرة, و بات
يجب علي المجتمع الوقوف بجانبها ضد هذا الزوج المعنِّف, لحمايتها و الحفاظ
على صحتها و ضمان سلامة أطفالها. و أصبح على المرأة أن تقف أمام هذه
الظاهرة و تمنع زوجها من تعنيفها أو حتى إهانتها, حفاظاً على شخصيتها و
كرامتها أمام نفسها قبل أطفالها و المجتمع, حتى تستطيع أن تمارس حياتها
بشكل طبيعي دون الشعور بالنقص و دون وجود أية مخاوف تهدد أمنها و حياتها,
هي و أطفالها, و هناك الكثير و الكثير من الأساليب المتبعة و التي يجب أن
تتبع, للقضاء على هذه الظاهرة و منها ما يلي:

اللجوء للقضاء:


فيجب على المرأة بمجرد أن تشعر بنية زوجها في ممارسة العنف
عليها, أن تلجأ إلى القضاء لحمايتها و كفالة حقوقها الإجتماعية بشكل
قانوني, دون الخوف من أية تهديدات يمكن أن تتعرض لها من قبل الزوج. كما أنه
يجب على الدولة و القضاء, سن القوانين التي تندد بإستخدام أي نوع من
أساليب العنف من قبل الزوج تجاه زوجته و أطفالها, و أن تجرم في مضمونها و
نصوصها هذه الفعلة الشنعاء, التي تهدد أمن و سلامة المجتمع, و تؤثر سلباً
على صحة الأفراد و حياتهم.






التأهيل النفسي قبل الزواج:


يجب على كل فرد في المجتمع أن يدرك الحقيقة الكبرى للزواج, و أن
الزواج ليس مشتملاً في تعريفه و مضمونه فقط على ليلة زفاف, و حفلة عرس, و
عروسين, و فستان أبيض. فالزواج هو شركة بين اثنين فقط, و مسؤوليات و حياة
جديدة, قد تحمل في طياتها الكثير, لذلك يجب تأهيل كل المقبلين على الزواج
نفسياً, قبل إنخراطهم في هذه الحياة الجديدة, و التي بالتأكيد تخبئ لهم
الكثير. فبتأهيلهم نفسياً, سيصبح هؤلاء الأفرد أسوياء, و سلجؤون فيما بعد
في حل مشكلاتهم الزوجية إلى كل السبل و الوسائل, بالتأكيد عدا العنف و
الضرب و الإهانة الزوجية



الإهتمام بالتعليم:


و بإعطاء التعليم فرصة أكبر لإختراق عقول الأفراد في المجتمع, و
الإنتشار داخل حياتهم, ستستنير عقولهم بالقدر الذي يجنبهم الوقوع في مثل
هذه الأنواع من المشكلات الزوجية و الإجتماعية, فالبتأكيد تعامل الزوج
المتعلم و المثقف, و قبل هذا المهذب أخلاقياً, سيكون مختلف تماماً عن تعامل
الزوج الهمجي, المتوحش, و الذي لا يقدر قيمة المرأة و لا قيمة زوجته في
حياته. فكلما كان الشخص مدركاً لكل ما حوله, كلما كان أكثر وعياً و تفهماً
لقضايا مجتمعه, و كلما كان حذراً أكثر في الوقوع في مثل هذه الأخطاء التي
لا تغتفر بسهولة من قبل المجتمع, و من سيداته قبل رجاله.



الإنفصال:


نعم الإنفصال, فالإنفصال في بعض الأحيان يكون هو الحل الأمثل,
حفاظاً على حياة العائلة ككل, و ليس حياة المرأة فقط. و يكون ذلك, عندما
تُستنفذ كل الحلول المرضية بين الطرفين, و أيضاً عندما يبالغ الرجل في
وحشيته و قسوته, للدرجة التي يصبح فيها خطيراً حتى على أولاده. فالعنف لا
يصد إلا بالعنف, فالإنفصال نتيجة بسيطة لفعل ليس ببسيط على الإطلاق, و لا
يُمحى أثره بسهولة, سواء في نفس المرأة أو في نفوس أطفالها. فالإنفصال قد
يكون إعادة تصليح و ترميم لما فعله الأب في نفوس أبنائه, من خلال علاقته
العنيفة مع أمهم.



التوعية:


على وسائل الإعلام و الصحف أن تقوم بالتوعية ضد العنف الأسري, و
أن تسلط الضوء على الحملات المناهضة لهذه الظاهرة من وقت لآخر. حتى تتفهم
المرأة حقيقة ما يحدث لها, و أن كل ما تتعرض له من عنف ما هو إلا إهانة من
زوجها لأنوثتها و كرامتها, و ليس أبداً جزءاً من واجباتها الأسرية. و أيضاً
من خلال التوعية الإعلانية, ستتعرف المرأة على ما لها من حقوق و ما عليها
من واجبات, و ستتمكن من مجابهة الزوج و التصدي له, حتى لا يتعدى حدوده
المسموحة معها في علاقتهما الأسرية.



الإستقلال المادي للمرأة:


و لأن خوف المرأة المعنفة من قبل زوجها على أطفالها و نفسها من
التشرد بلا مأوى, إذا ما طلبت الطلاق منه, أحد الأسباب التي تساعد على
إنتشار هذه الظاهرة في مختلف المجتمعات. أصبح يتوجب على المرأة لتلاشي ذلك
الإحتمال, أن تبحث عن عمل يناسب ظروفها و احتياجاتها, سواء كانت متزوجة أو
لا, لأن بالعمل وحده, ستصبح المرأة قوية و مستقلة مادياً, و مستعدة لمواجهة
ما قد تتعرض له من عدم استقرار في علاقتها الزوجية خاصةً و في حياتها
عامةً, لأنها بالعمل, ستجبر زوجها على إحترامها, خوفاً من أن تتركه بمنتهى
البساطة, دون خشية على مستقبلها و مستقبل أولادها.





هذه بعض الوسائل التي يمكنها حماية المرأة و الأبناء من ظاهرة
العنف الأسري. و بالرغم من وجود وسائل أخرى كثيرة, أصبح على المجتمع البحث
عن وسائل جديدة أيضاً, للتصدي لهذا الظاهرة الكبرى التي أصبحت متفشية في
المجتمع بدرجة كبيرة.