الطلاق الصامت ماهي أسبابه وكيف يؤثر على الأسرة؟

الطلاق الصامت ماهي أسبابه وكيف يؤثر على الأسرة؟

الطلاق الصامت هو بمثابة نهاية غير مُعلن عنها للعلاقة الزوجية، وعندما يصل
إليها الزوجين يكونوا واقعياً منفصلين في كل شيء ولكن دون أن يحدث الطلاق
بشكل رسمي. وللأسف الشديد عند الوصول لمرحلة الطلاق الصامت تصبح الحياه
الزوجية كئيبة خالية من دفء المشاعر وكلمات الحب والغزل، والأكثر من ذلك
تكون خالية من المودة والرحمة التي اوصانا بها الله سبحانه وتعالي وأكد على
ضرورة وجودها بين الزوجين. ومع مرور الوقت وعدم السعي وراء تحسين تلك
العلاقة تصبح الأسرة بأكملها على حافة الهاوية. ونظراً لأهمية هذا الموضوع
قمنا بإعداد هذه المقالة لنتعرف فيها على أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث
الطلاق الصامت، وما هي سلبياته على الأسرة، مع تقديم بعض النصائح لمحاوله
علاج تلك الحالة التي تحدث بين الزوجين.
أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق الصامت:

للطلاق الصامت عدده أشكال منها ما يكون باتفاق مسبق بين الزوجين تجنباً
للقيام بطلاق رسمي قد تكون وراءه الكثير من المشاكل خاصةً في مجتمعنا
العربي الذي يندر فيه الاحترام عند القيام بالطلاق الرسمي، أو حتي لا ينحرم
الأطفال من أحد الوالدين، كذلك قد يحدث هذا النوع من الطلاق أو كما يسمي
الطلاق تحت ايقاف التنفيذ دون تخطيط مسبق وبشكل تدريجي نتيجة اهمال أحد
الزوجين للطرف الآخر، وبغض النظر عن حالة الصمت التي تحدث بين الزوجين سواء
كان متفق عليها أو أحداث الحياه وصلت بهم إلى هذا الأمر، سوف نتعرف فيما
يلى عن أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الانفصال التام بين الزوجين برغم من
وجودهما تحت سقف واحد.
عدم التحدث بين الزوجين إلا فيما يخص المنزل والأطفال، فإذا كان أحد
الزوجين أو كلاهما لا يتكلم مع الطرف الآخر إلا في هذه الأمور فهذا مؤشر
كبير على بداية الأزمة.
عدم وجود أشياء أو اهتمامات مشتركة بين الزوجين، كمشاهدة فلم، أو تبادل
أطراف الحديث في موضوع سياسي مثلاً، كذلك عدم الرغبة في قضاء وقت يجمع
الزوجين فقط، جميع هذه الشواهد تدل على وجود مشكلة حقيقية وحتماً إن لم يتم
معالجة الأمر سوف تنتهي هذه العلاقة أما بالطلاق الصامت أو الطلاق الرسمي.
عدم وجود التفاهم بين الزوجين وشعور أحد الطرفين أو كلاهما بالحاجة إلى بذل مجهود خرافي لتوصيل فكرة معين أو أمر ما إلى شريك حياته.
ضغوط الحياه المستمرة والمسؤولية التي يتحملها كل من الزوج والزوجة دون أخذ
قسط من الراحة، حتماً ستكون نتيجته فتور في العلاقة بين الزوجين ومع مرور
الوقت سوف يدخل الزوجين في حالة الطلاق الصامت بشكل تلقائي.


سلبيات الطلاق الصامت على الأسرة:


من الجدير بالذكر أن وصول العلاقة الزوجية إلى مثل هذا الأمر وانعدام
المشاعر والود بين الزوجين وعدم قدرتهم في التعامل بشكل طبيعي له العديد من
السلبيات ليس فقط على الزوج والزوجة بل وعلى الأبناء أيضاً، ومن أهم
سلبيات هذه العلاقة ما يلي:


شعور كل من الزوج والزوجة بضغط نفسي شديد مما يزيد من حدده المشكلة

عدم قدرة الزوجين على الخروج من هذه الحياه التعيسة والبدا في حياه جديدة.

انعكاس صورة الزواج بطريقة مشوهة للأبناء مما يجعلهم عرضة للكثير من الأمراض النفسية والأفكار المغلوطة.

حرمان الأبناء من العيش في أسرة يسودها الود والحب مما يؤثر على مستواهم الدراسي وحالتهم النفسية.


نصائح لعلاج الطلاق الصامت:

بالطبع هناك بعض النصائح والطرق التي يمكن أن تنقذ هذه العلاقة ولكن
لابد أن يكون كلا الطرفين يريد تحسين العلاقة ويسعي إلى ذلك، فلا فائدة من
هذه النصائح إذا كان أحد الطرفين لا يريد اصلاح العلاقة مع الطرف الآخر.

أول خطوة لإصلاح هذه العلاقة هي اعتراف الطرفين بوجود مشكلة حقيقية ومناقشة هذا الأمر.

المصارحة والحديث عن ما يزعج كل طرف من الطرف الآخر.

تذكر ذكريات الحب والمشاعر الجميلة التي كان يشعر بها الطرفين والتي أدت في النهاية إلى الزواج.

الصبر والمرونة إلى أن تعود الحياة بين الزوجين إلى ما كانت عليه قبل
الدخول في حالة الصمت، كذلك التعامل بمرح داخل المنزل والبعد قدر الإمكان
عن جو الكآبة.

وفي النهاية يجب أن يدرك كلا الزوجين أن الاستمرار في قرار الطلاق
الصامت أمر له تأثير سلبي وعواقب وخيمه على جميع أفراد الأسرة، وفي هذه
الحالة يكون الطلاق الرسمي باحترام هو الحل الأفضل للجميع.